الخميس 04 يوليو 2024

‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

 ‫قطة قصيرة‬

‫كانــت نانســي الفتــاة ذات الســتة عشــر ربيعــا تســير‬
‫متدثــرة بمعطفهــا يلفــح البــرد وجههــا وحبيبــات‬
‫المطــر بــدأت تتســاقط علــى شــعرها ونظارتهــا‪،‬‬
‫كانــت تفكــر هــل سيســعفها الوقــت لتصــل إلــى‬
‫منزلهــا قبــل انهمــار المطر ام تحاول أســتقالل ســيارة‬
‫أجــرة لنقلهــا ســريعا هــذه المســافة القصيــرة‪،‬حينمــا‬
‫اصطدمــت قدماهــا بشــيء هالمــي توقفــت لتنظــر‬
‫مــاذا قــد أصــاب حذائهــا فــي تلــك اللحظــة غيــر‬
‫المناســبة علــى اإلطــاق لتجــد عينيــن رماديتيــن‬
‫متشــبثتان بهــا‪،‬نظــرت نانســي ولــم تســتطع أن ترفــع‬
‫عينيهــا عــن نظــرات هــذا الكائــن الصغيــر وبــدون‬

‫مقاومــة اقتربــت منهــا وأخرجــت مــن حقيبتهــا‬
‫منديــا وأمســكت بهــذا الشــيء المصنــوع مــن‬
‫الفــرو ظلــت تتأملهــا للحظــة وهــى ال تــدرى مــاذا‬
‫ســتفعل بهــا‪،‬شــعرت بهــذا الكائــن يرتجــف بيــن‬
‫أصابعهــا مــن البــرودة ولكنهــا تحــرك رأســها علــى‬
‫معطــف نانســي باطمئنــان‪،‬اتخــذت نانســي قرارهــا‬
‫باصطحــاب ذلــك الكائــن الصغيــر إلــى المنــزل‪،‬‬
‫كانــت تعلــم أنهــا ســتقابل رفضــا شــديدا مــن قبــل‬
‫والديهــا‪،‬ألنهمــا يخافــان عليهــا بشــده فهــي أبنتهمــا‬
‫الوحيــدة‪،‬األمــر الــذي جعلهــم يقيدونهــا فــي أمــور‬
‫كثيــرة‪،‬مثــل أن يكــون لديهــا الحريــة فــي أختيــار‬
‫أصدقــاء وتكويــن صداقــات‪،‬ذلــك األمــر الــذي لــم‬
‫ينجــح حتــى اآلن رغــم محاوالتهــا الكثيــرة ولكنهــا‬
‫تنتهــي بالفشــل دائمــا بســبب تدخــات والدهــا‬
‫ووالدتهــا ‪.‬ولكنهــا قــررت أخيــرا أن تمنــح هــذا‬
‫الكائــن الصغيــر فرصــة‪،‬وضعــت خطــة لدخولهــا‬
‫المنــزل تعتمــد علــى االتجــاه بهــدوء إلــى غرفتهــا‬
‫مباشــرة‪،‬ثــم حينمــا يأتــي الصبــاح ســتذهب بهــا‬
‫إلــى الطبيــب البيطــري حتــى يفحصهــا ويعطيهــا‬
‫التطعيمــات الالزمــة‪،‬اآلن عليهــا أن تتحــرك ســريعا‬
‫مــن هــذا المــكان‪،‬فقطــرات المــاء أصبحــت أســرع‬
‫وبحجــم أكبــر‪،‬طلبــت مــن صديقتهــا الصغيــرة إال‬
‫تصــدر صوتــا‪،‬وبشــكل مــا فهمتهــا واســتجابت لهــا‪،‬‬


‫وضعتهــا نانســي فــي جيــب معطفهــا وبــدأت تســرع‬
‫خطواتهــا ثــم قامــت بالوثــب هــذه المســافة بجــوار‬
‫أصــوات وأضــواء الســيارات ‪..‬كانــت تشــعر بالبهجــة‬
‫الول مــرة واكنــت تعلــم أن هــذه المنحــة بســبب هــذا‬
‫المخلــوق الصغيــر‪.‬‬
  ‫الدخول‬

‫كانــت أبــواب المنــزل موصــده ولكنهــا اســتعملت‬
‫المفتــاح‪،‬واكن هنــاك ضــؤا خافتــا فــي الردهــة‪،‬‬
‫فهــذا هــو وقــت راحــة والدهــا‪،‬وهــو وقــت ممارســة‬
‫والدتهــا لشــغفها فــي صنــع الحلــوى والمخبــوزات‪،‬‬
‫مامــا اآلن فــي المطبــخ‪،‬هــذا جيــد‪،‬هكــذا حدثــت‬
‫نفســها‪،‬يمكننــا يــا صغيــرىت أن نعبــر للداخــل‬

‫بأمــان‪،‬ولكــن قبــل أن تنهــى كلماتهــا !! تســللت‬
‫رائحة(الكيــك) المخبــوز إلــى ذلــك األنــف الصغيــر‬
‫الجائــع‪،‬فأصــدرت مــواء تطلــب مــن ذلــك الطعــام‬
‫الشــهى‪،‬أرتبكــت نانســي واســتطاعت ان تهــدئ‬
‫مــن قطتهــا بكلمــات وحــراكت مبهمــة‪،‬ولكــن‬
‫كانــت قــد خرجــت والدتهــا مــن المطبــخ ترحــب بهــا‬
‫وتســألها كيــف كان طريــق عودتهــا فــي هــذا الجــو‬
‫البــارد‪،‬حاولــت نانســي جاهــده أن تبــدو هادئــة‬
‫قائلــة‪:‬أنــا ‪..‬أنــا بخيــر تمامــا يــا مامــا‪،‬تنظــر حولهــا‬
 ‫متســائله‪:‬هــل مــازال أبــي نائمــا؟‬
  ‫أجابت األم‪:‬‬
‫تعلميــن أن والــدك يســتيقظ علــى رائحــة المخبوزات‬
‫اللذيــذة وهــى لــم تخــرج مــن الفــرن بعــد‪.‬كادت‬
‫نانســي أن تســمع صــوت الكائــن الصغيــر مــرة أخــرى‪،‬‬
‫فمــرت ســريعا أمــام والدتهــا قائلــة‪:‬عــذرا أمــي لقــد‬
‫أبتــل معطفــي بســبب المطــر وأريــد أن ادخــل غرفتي‬
 ‫ألغيــر مالبســي حــاال‪.‬‬
‫أجابــت األم‪:‬حســنا حبيبتــي ولكــن ال تتأخــري‬
‫علــى موعــد الكيــك‪،‬ســأمنحك نصــف ســاعة فقــط‪.‬‬
  ‫نانسي‪:‬‬
‫أشــكرك يــا أمــي‪.‬دخلــت نانســي غرفتهــا وأغلقــت‬
‫البــاب بإحــكام ثــم اســتردت أنفاســها‪،‬ظلــت‬
‫لدقيقتيــن تتنفــس بعمــق‪،‬أخرجــت صديقتهــا‬
‫الصغيــرة وبــدأت بتمشــيط شــعرها القصيــر وتنظيفها‬
‫وتجفيفهــا‪،‬كانــت تندهــش مــن قصــر ذيلهــا وقصــر‬
‫أقدامهــا وصغــر كل شــيء بهــا إال العينيــن الرماديتين‬
‫الواســعتين‪،‬نظــرت لهــا نانســي بابتســامة رضــا ثــم‬
  ‫بــدأت تحدثهــا‬
  ‫نانسي‪:‬‬
‫اســمعي يــااا‪...‬حســنا ســأختار لــك اســما الحقــا‪،‬‬
‫لكــن المهــم اآلن أن تعــريف أننــا علــى وشــك أن‬
‫نمــر بمــأزق أال أذا تعاونــت معــى‪.‬حســنا أعلــم أنــك‬

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات