الخميس 04 يوليو 2024

‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

‫تتســائلين عــن كيفيــة هــذا التعــاون‪،‬وأنــا ســأخبرك‬
‫أوال‪:‬ال تخرجــي مــن هــذه الغرفة بمفــردك‪،‬ال تخرجي‬
‫إال أذا اصطحبتــك معــى‪.‬ثانيــا‪:‬ال تصــدري أصواتــا‬
‫مــن اجــل الطعــام كمــا فعلتــي منــذ قليــل‪،‬نعــم اعلم‬
‫انــك جائعــة وســأحضر لــك الطعــام إلــى غرفتــى‪.‬‬

  ‫ً‬‫وســأخذك معــى أيضــا إلــى بيــت الراحــة ولكــن‬
‫ال تخرجــى بمفــردك ‪.‬وأى خــرق لهــذه القوانيــن ال‬
‫اضمــن لــك البقــاء بعــده‪.‬نعــم البقــاء ســيكون مؤقتــا‬                                                      ‫ً‬

‫أيضــا‪،‬إلــى ان ابحــث لــك عــن بيــت أخــر تعيشــين‬
‫فيــه بحريــة‪،‬فانــت صغيــرة علــى ان تقضــى عمــرك‬
‫فــي هــذه القيــود‪.‬حســنا ابــق هنــا وســأذهب اآلن‬
‫ألحضــر لــك بعضــا مــن الكيــك اللذيــذ ‪..‬ششــش ال‬
 ‫ً‬‫تنســي التزمــي الهــدوء‪،‬ســأعود حــاال‬
 ‫على مائدة الطعام‬

‫قالــت األم‪:‬هيــا يــا نانســي اقتــريب لتحصلــي علــى‬
‫طبقــك‪،‬كــدت أحضــر ألــى غرفتــك ألناديــك‪،‬لقــد‬
‫مــرت أكثــر مــن النصــف ســاعة المتفــق عليهــا‪،‬‬
‫نانســي تنفســت بعمــق وهــى تحمــد اهلل ســرا أن هــذا‬
 ‫الســيناريو لــم يحــدث‪،‬ثــم أجابــت‪:‬‬
‫_أشــكرك يــا أمــي ال ترهقيــن نفســك‪،‬كنــت فقــط‬

‫أجفــف مالبســي ليــس أكثــر ‪.‬نانســي داخليا لنفســها‬
‫(سينكشــف قريبــا كل هــذا الكــذب) علــي أن أجــد‬
‫طريقــة إلقناعهــم بوجــود ذلــك الكائــن الصغيــر‪،‬‬
‫اســتمرت نانســي فــي شــرودها حتــى أفاقــت علــى‬
‫صــوت والدهــا وهــو يســألها‪ _:‬كيــف ســارت دروســك‬
‫اخبرينــي ولمــاذا لــم تتصلــي ألحضــرك إلــى المنــزل‬
 ‫حيــن ســاء الجــو؟‬
‫أجابــت نانســي‪_:‬كان يومــي جيــدا منــذ الصبــاح‪،‬‬
‫وصراحــة كنــت أســتمتع بذلــك المطــر الخفيــف واا‪..‬‬
‫ســرحت قليــا حينمــا تذكــرت أنهــا ربمــا أذا اتصلــت‬
‫بوالدهــا أو ركبــت ســيارة األجــرة لــم تكــن لتقابــل‬


‫تلــك الصديقــة الجديــدة‪،‬ابتلعــت قضمة مــن الكيك‪،‬‬
‫ثــم تابعــت حديثهــا ببعــض الهــدوء المصطنــع‪،‬لــم‬
‫أكــن أعلــم يــا أبــي أن الجــو ســيتغير‪،‬ولكننــي بخيــر‬
‫كمــا تــرى‪،‬شــكرا علــى رعايتــك واهتمامــك‪.‬األب‪:‬‬
‫أتشــكريني علــى واجبــي؟ أنــت زهــرة القلــب يــا‬
‫نانســي وأخــش أن يصيبــك أى مكــروه‪.‬كانــت تســمع‬
‫تلــك الكلمــات التــي تتمناهــا أى فتــاة مــن والدهــا‪،‬‬
‫ولكــن أكثــر مــا كان يحزنهــا أن تلــك الكلمــات‬
‫ارتبطــت دومــا برفــض طلــب أو إلغــاء شــيئا تحبــه‪،‬‬
‫اآلن هــو ال يعلــم بأمــر قطتهــا ولكماتــه ال تحمــل هــذا‬
‫الرفــض‪،‬تراجعــت عــن أن تفاتحــه فــي أمــر قطتهــا‬
‫حتــى ال تفســد تلــك اللحظــة‪،‬أشــفقت عليــه مــن‬
‫القلــق والخــوف الــذي حملــه لنفســه منــذ ســتة‬
‫عشــر عامــا أو أكثــر عنــد مولدهــا‪،‬وشــعرت باأللــم‬
‫ألن هــذا الخــوف منعهــا مــن الشــعور بالحريــة‪،‬‬
‫ولكــن علــى أى حــال منحهــا أســرة محبــة‪،‬واآلن‬
‫لديهــا صديقــة‪،‬وهــذا بعــض مــا تحتاجــه اآلن ولكنــه‬
‫يكفــي‪،‬أنهــت قطعــة الكيــك وأخــذت مــا تحتاجــه‬
‫صديقتهــا (كريمــة) هكــذا أطلقــت عليهــا‪،‬وتوجهت‬
‫إلــى الغرفــة قائلــة‪_:‬شــكرا يــا أمــي‪.‬دخلــت نانســي‬
‫غرفتهــا موجهــه حديثهــا لكريمــه‪_:‬هيــا تعالــى لقــد‬
‫أحضــرت لــك طعامــك‪،‬ذلــك الــذي كــدت تفتضحي‬
‫أمرنــا حينمــا شــممته‪،‬يجــب أال تتــرك مخلفاتــك‬
‫علــى األرض وأال‪...‬ال ال أريــد أن أتخيــل هــذا علــي‬
‫أى حــال‪،‬كتمــت نانســي ضحكتهــا وهــى تــرى قطتها‬
‫تلتهــم كل الكيــك بمنتهــى الســرعة والشــهية‪،‬وحيــن‬
‫أنهــت طعامهــا قفــزت علــى يــد نانســي وتكــورت‬
‫بشــكل صغيــر ككــورة مــن الفــرو ثــم نامــت‪.‬مــا‬
‫هــذا؟ كائــن صغيــر يعتمــد عليهــا ويثــق بهــا وهــى‬
‫(تكــذب وتحتــال ) لتحافــظ عليــه‪،‬ألول مــرة‬
‫يكــون لديهــا ســرا تخفيــه عــن أســرتها‪،‬ولكنهــا‬
‫ذكــرت نفســها أنهــا كذبــة لمــدة ‪ 24‬ســاعه فقــط‪،‬‬
‫حتــى تذهــب بهــا للطبيــب وتطمئــن علــي ســامتها‬
 ‫وذلــك لســامتهم جميعــا‪.‬‬
‫المواجهة‬

‫أســتيقظت نانســي صباحــا مبكــرة حتــى تتمكن من‬
‫أخــذ كريمــة للطبيــب البيطــرى‪،‬أرتــدت مالبســها‬
‫مســرعة وعقــدت شــعرها بتوكــه إلــى األعلــى‬
‫وارتــدت نظارتهــا‪،‬ثــم بــدأت تبحــث عــن كريمــة في‬
‫كل أنحــاء الغرفــة وتهمــس بصــوت منخفــض كريمــة‬
‫هيــا‪،‬أيــن أنــت؟ كريمــة ‪..‬بــس بس بــس ‪..‬هيــا أظهرى‬
‫يجــب أن نتحــرك اآلن‪.‬وبينمــا هــي كذلــك فتــح بــاب‬
 ‫غرفتهــا‪،‬وســمعت صــوت أبيهــا يســألها‪:‬‬
 ‫_ عماذا تبحثين يا نانسي؟‬
‫_ أجابــت نانســي دون أن تســتدير‪،‬أبحــث عــن شــيء‬
 ‫ســقط منــى وأنــا أهــم بالنــزول‪.‬‬
  ‫األب‪:‬‬
‫هــل تقصديــن هــذا الكائــن وىف نفــس اللحظــة‬
‫ســمعت مــواءا لكريمــه‪،‬اســتدارت نانســي تواجــه‬
‫ابيهــا وهــى تشــعر أن قدميهــا غيــر قادرتــان علــى‬
‫حملهــا وتتمنــى أن يكــون كل ذلــك حلمــا بســبب‬
  ‫توترهــا‪،‬بادرهــا والدهــا قائــا‪:‬‬

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات